الجمعة، 28 ديسمبر 2012

بين الفلسفة و الهندسة


قوة الطرد المركزي
  
(centrifugal  force )
في الهندسة و الفيزياء تعتبر قوة الطرد المركزي قوة خيالية (غير حقيقية) , الا ان بعض علماء الفيزياء اللذين يعتمدون على اسس النظرية النسبية يعدونها قوة حقيقية و ليست حيالية, و هي على كل الاحوال تعتبر من التاثيرات المهمة في الكون و التي تربط الميكانيكيا الكلاسيكية بالفيزياء الكونية , هذه القوة تظهر بشكل واضح عندما يدور جسم ما تحت تاثير قوة مركزية تشده الى المركز لكنه يقاوم هذه القوة التي تشده الى المركز بسبب خاصية القصور الذاتي التي يطرحها قانون نيوتن الثاني في الفيزياء و هو قانون الاستمرارية و القصور الذاتي , حيث ان اي جسم لديه خاصية المحافظة على استمراريته الاستاتيكية static ( السكونية) و استمراريته الداينميكية dynamic (الحركية), فيكون الجسم كرد فعل لهذه القوة في حركة دائرية و محكومة بتعجيل يبقيه في مساره الدائري .

هذه القوة يعتبرها لا البعض من التاثيرات الكونية المهمة حيث تظهر بشكل واضح من حركة الكواكب حول الشمس في مدارات, كما ان بعض الفيزيائيين يعتبرون حركة الالكترونات حول نواة الذرة و لو ان في هذا المثال جدل و نقاش بين اصحاب نظرية الكم و بين انصار الميكانيكيا الكلاسيكية, ومن الامثلة البسيطة على قوة الطرد المركزي , هي ربط جسم بحبل و تحريك طرف الحبل بحركة افقية , فيكون هذا الجسم تحت تاثير قوة الطرد المركزي , كما لهذه القوة تطبيقات عملية ابرزها محركات الطرد المركزي التي تعمل على فصل المواد باختلاف كثافاتها, و ايضا مضخات الطرد المركزي , البعض يعتبر هذه القوة خيالية لان تاثيرها لحظي , لكن على الاسس التي تطرحها النظرية النسبية وفقا لموقع الراصد تعتبر قوة حقيقية وهي محكومة بقانون رياضي تطرحه الميكانيكيا الكلاسيكية و هذا القانون هو :

القوة الطاردة المركزية = f=(m*v^2)/R


حيث:

m-كتلة الجسم
R-المسافة بين محور الجسم ومحور الدوران (نصف قطر الدوران).
v-السرعة المنتظمة التي يتحرك بها الجسم.

في الفلفسفة و العلوم الانسانية الكثير منا يتاثر بقوة طاردة مركزية , و هي حالاتنا و سلوكياتنا النفسية و بيئاتنا الاجتماعية التي نشئنا بها , و مهما حاولنا ان نجرد انفسنا من افكارنا التقليدية نبقى مشدودين الى ما غرز في افكارنا و ارائنا التي تعمل عمل القوة المركزية التي تشدنا دائما اليها و لكن بسبب رغباتنا في الاستقلال و ان يكون لدينا فكرنا الذي ننتخبه و بسبب تناقضات الواقع مع الفكر الذي غرز بداخلنا و ميولاتنا و مصالحنا نحاول ان لا نكون اسرى هذه القوة, لكننا سوف نبقى ندور في فلكها و استقلاليتنا و ظروف الواقع الذي نعيشه و ميولاتنا و اهوائنا ما يشابه خاصية القصور الذاتي لدينا التي تحاول ان تبقينا ضمن حالة استاتيكية معينة , و هذه الحال لا ينطبق بالشكل الفردي فقط بل ينطبق ايضا بشكل جماعي على المجتمعات و التيارات الفكرية و حالات العقل الجمعي التي بدورها تتاثر بقوى طاردة مركزية عدة اما فكرية او اجتماعية او سياسية تجعل الحالة الجماعية تدور فيفلك ما تحت تاثير هذه القوى الطاردة مثل العصبية الفكرية و التقاليد الاجتماعية و التحكم الديني و غيرها هي من تربط و تشد اي تيار فكري الى هذه القوى المركزية حتى تجعل المجتمع او العقل الجمعي لا ينفصل عن هذه القوى المركزية المؤثرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق