الجمعة، 28 ديسمبر 2012

بين الفلسفة و الهندسة

: المرونة (Elasticity): تعتبر المرونة من الخواص المهمة للمادة بشكل عام, حيث ان لكل مادة و لكل معدن هذه الخاصية التي تعرف بالمرونة , وهناك ثابت النابضية (spring stiffness) الذي يمتلكه اي جسم , و تمتلكه كل المواد الصلبة , تعتبر النابضية خاصية فيزيائية عامة و من اهم الخواص الميكانيكية للاجسامالصلبة . تقوم النابضية باعادة المادة إلى شكلها وأبعادها الأصليين بعد إزالة الإجهادات (مثلاً: القوى الخارجية) المؤثرة على المادة والتي تؤدي إلى تشكيلها أو تشويهها. حيث انها تختزن طاقة كامنة تعيد الى الجسم شكله ووضعه الاستاتيكي , على غرار النابض الحلزوني (spring), وهذه الخاصية موجودة في اي جسم صلب حتى اجسامنا لكن بشكل متفاوت و مختلف بحسب طبيعة المادة التي يتكون منها ذلك الجسم. و النابضية تخضع الى قانون وضعه عالم الفيزياء الانكليزي روبرت هوك عام 1678 م و ينص على: يتناسب الانفعال strain ( مصطلح يعني التغير في الطول) تناسبا طرديا مع الاجهاد المؤثر effective stress (تأثير القوى المؤثرة) من بدايه التحميل loading (اي تسليط القوى الخارجية التي تتسبب بالاجهاد و تحدث حالة الانفعال) إلى حد معين يسمى بحد المرونه أي ان النسبة بين الاجهاد (stress) والانفعال(strain) = مقدار ثابت و يسمى ثابت التناسب بمعامل المرونه.ويسمى بالانجليزية Modelus of Elasticity. و تخضع للمعادلة التالية: F= K*X حيث : X: هي الفرق في المسافة بين موضع الجسم الجديد وموقعه الأصلي سواء كان مضغوطًا أو ممدودا"الازاحة الحاصلة" (عادة تقاس بالمتر) F:هي قوة الإعادة أو كما يطلق عليها القوه المشوهه للجسم اي معناها ان هذه القوه تغير من ابعاد الجسم ولو وصلت لحد معين قد تسبب تشوه للجسم اي لا يعود لشكله الاصلي قبل ان تؤثر عليه تلك القوه التي تمارسها المادة (عادة تقاس بالنيوتن) و K: هو ثابت القوة ووحدته القوة إلى الطول (يقاس بالنيوتن لكل متر). لكن هناك حد معين تفقد فيها النابضية , و هي نقطة تعرف بنقطة الخضوع او الاذعان (ultimate limit) حينها سوف لن يستطيع الجسم العودة الى شكله الاصلي, و هناك نقطة الانكسار او الفشل (failure limit). و تعتمد النابضية على عوامل عديدة اهما طبيعة المعدن او المادة ,و درجة الحرارة في الفلسفة الانسانية و المجتمعات البشرية, يتفاوت الانسان من حيث الطبيعة النابضية لديه , و قدرته على تجاوز تاثير الاجهاد (stress) و استعادة وضعه من جديد بعد تعرضه الى قوة شد و ذلك اعتمادا على طبيعة شخصية الفرد , التي تمثل المعدن الخاص به , و ايضا اعتمادا على طبيعة الظروف التي نشيء و تكون فيها , فبعضنا يستطيع ان يتحمل الى اقصى درجات التحمل بسبب مرونته العالية التي تمكنه من معالجة اي مشكلة تطرء عليه , و بعضنا لا يتحمل و يصل بسرعة الى حد الاذعان , و بعضنا ينكسر و يفشل قبل ذلك باختلاف المتاعب و الزمات التي نمر بها , ما ينطبق على الافراد ينطبق ايضا على المجتمعات , فكل مجتمع له مرونة و نابضية خاصة به , لكنها تتفاوت بحسب طبيعته و ثقافته من مجتمع الى اخر , صحيح ان لكل حالة مجال خاص به يدرس ظروفه , قد لا تنطبق عليه مقايس الخالات الاخرى فمثلا ان ما ينطبق على المواد و المعادن من اسس تطبق على ضوء علم الفيزياء و الهندسة الميكانيكية قد لا ينطبق على علم النفس او الاجتماع او الفلسفة لكن لا ينكر انه هناك مشتركات و مقاربات كثيرة بين المجالات المختلفة تعطي تصورا عاما شاملا لكل ما ذكرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق