الجمعة، 28 ديسمبر 2012

بين الهندسة و الفلسفة


ظاهرة الرنين (resonance):
هي الظاهرة التي يهتز بها نظامين فيزيائين (كأن يكون جسمين) او مكونين هندسيين , بنفس التردد و هو التردد الطبيعي لهذين الجسمين و الذي يمثل تردد الاهتزازات الحرة , حيث انهما يميلان للاهتزاز باقصى شدة مما يؤدي الى حدوث انهيارات في هذه الانظمة خصوصا اذا كانت الانظمة الترددية المهتزة هي عبارة عن مباني .

يحدث الاهتزاز الرنيني (resonant vibration) عندما تتساوى الانظمة المهتزة بالترددات و بمقدار السعة و باتجاه الطور فيحصل تداخل بناء هو التداخل الرنيني الذي ينجم من تداخل موجتين متساويتين بنفس التردد (frequency)و مقدار السعة (amplitude) و اتجاه الطور (phase).
ظاهرة الرنين هي ظاهرة فيزيائية و هي غير محصورة بالدراسات الهندسية الميكانيكية بل تشمل ايضا حالات فيزيائية اخرى مثل الرنين الكهرومغناطيسي الذي يحصل بين دوائر التوليف مثل المذياع و التلفاز و الهاتف النقال وغيرها من دوائر التوليف الاخرى .
و تحدث ايضا في مستويات الطاقة للجسيمات تحت الذرية و التركيبة النووية للذرة عندما تتساوى من حيث مستوى الطاقة, و تحدث في الكيمياء عندما تتوزع الشحنة الكهربائية في تركيبة المركبات الكيميائية الحلقية المغلقة. لكن هذه الظاهرة حدثت كثيرا من الناحية الهندسية الميكيانيكية و كانت لها اثار مدمرة حيث تسببت بانهيار مباني و جسور و هياكل نتيجة تساوي تردداتها الطبيعية مع ترددات انظمة اخرى مثل نسق سير المارة او مثل ترددات العواصف او غيرها من المؤثرات الخارجية و هي قد تحدث بين اكثر من جسمين لكنها تحدث بين نظامين اهتزازيين .
في الفلسفة الانسانية و المجتمعات البشرية تحدث ظواهر مماثلة لما يحدث في علم الفيزياء و الهندسة الميكانيكية ,حيث ان الانسان قد يتاثر بحالة رنين سايكلوجية مثلا اي انه عندما يؤثر فيه شخص ما تتطابق ارارءه و افكاره و ميوله السايكلوجية فان ذلك يمثل رنين سايكلوجي , تكون الاراء و الافكار و الميول السايكلوجية مرادفة للتردد و اتجاه الطور و مقدار السعة للانظمة الفيزيائية , و هناك حالات لم يتيقن منها العلم مثل التداخلات الباراسيكلوجية التي تحدث بين شخصين او اكثر مثل التخاطر اللاشعوري و هو ما تم الحديث عنه كثيرا و درس ضمن علم الباراسيكلوجيا لكن لم يتم التأكد من صحته و هو يختلف عن الرنين السايكلوجي الذي اشرنا اليه.
في المجتمعات تحدث حالات توافقية قد تكون لها اثار سلبية تؤدي الى حدوث انهيار في المجتمع , كان يتفق الناس على ميول متطرفة ضد بعضهم البعض او تنشيء داخلهم تيارات فكرية تتناغم او تتداخل فيها الشوفينية و العصبية مكونة نظام اهتزازي داخل المجتمع على غرار ما يحدث في الانظمة الاهتزازية الفيزيائيةممكن دراستها على ضوء علم الفلسفة و العلوم الانسانية الاخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق